قصة قصيرة

بدأت القصة عندما كنت طالبا في إحدى الجامعات المهمة في بيروت وكان زميلي وقتها أخ فاضل رحمه الله يصحح كتب لدى إحدى الدور المعروفة جدا في أوقات فراغه ليزداد معرفة وعلما. هو الذي أرشدني إلى طريق الالتزام وحببني في قراءة الكتب فكان يشتريها لي ونقرأها ونتناقش محتواها. إلى أن تخرجنا وكان وقتها بلدنا خارج من اجتياح إسرائيلي لم يبق بشر ولا حجر. وفرص العمل فيه شبه معدومة. فلم أجد عملا باختصاصي يناسب الدخل المفترض لشهادتي، حتى جائني هذا الأخ الفاضل بعد سنتين وعرض علي تأسيس مركز صف أحرف نعتني بالكتاب الإسلامي والذي أقنعني بأن هذا فرض عين على المستطيع وفرض كفاية على الآخرين. فحكم خبرته في تصحيح الكتب ومعرفته بالدار الذي يأخذ منها الكتب صار عنده معرفة بمراحل نشأة الكتاب وصناعته ثم أنشأ دار للنشر وما زالت قائمة لحد الآن فكنت أصف له كتبه وكتب الدار التي كان يصحح لها أثناء دراسته. فكانت بداية فكرة شركة السنابل للصف الألكتروني. فكنا خمسة شركاء تعاونا على شراء جهاز واحد للصف اسمه وقتها Linotypepaul II  كلفته تقريبا 4500 دولار أميركي وكان وقتها يعتبر مبلغا كبير جدا حتى أن أحدهم باع مصاغ زوجته حتى يغطي حصته من ثمن الجهاز ثم دربنا إحدى الموظفات عليه وانطلقنا بحمد الله. حتى كبرنا وبدأ اسمنا في السوق وغادرني كل شريك بعد أن أسس دارا للنشر, وبقيت في السنابل التي صارت مؤسسة.